بقلم سمير أجناو
أكيد أنكم تابعتم تلك النقاشات العقيمة التي إندلعت مؤخرا على إحدى الصفحات الفايسبوكية المهتمة بالشأن المحلي في قبلة بني وليشك!وقد لاحظتم كيف يتخاصم فيها الاعضاء إنهم يستهلون تعليقاتهم بكلمات معسولة وما يكاد يستقيم الحوار حتى يبدأ العد التنازلي لتبادل الشتائم ،لا يمهني معرفة الهدف من وراء هذه الصفحة بقدر ما يهني تذكير الشباب بأن القول شيئ والفعل شيئ أخر،وأن من يعارض ليس كمن يسيير ،عندما كان حزب العدالة والتنمية في المعارضة كان صراخ أعضائه يصل الى أبعد بقعة في الارض لكن بمجرد تذوقهم لحلاوة السلطة تحولوا الى صوامت فاذا بهم يتكلمون بصوت منخفض خشية أن يستيقظ الشعب من نومه فيرى ما يحضون به من امتيازات ،من هنا نفهم بان التدبير المعقلن لا يتم بالعواطف الجياشة ولا بالشعارات الحماسية كتلك التي يرفعها بعض الشعبوين الذين لايوجد في رصيدهم النضالي سوى اللسان..إن السياسي الناجح هو من يشتغل بذكاء،في صمت، ويترجم اقواله الى أفعال فلانستغرب اذا تعرض لهجمات الخصوم لانهم لا يجيدون من طريقة يواجهونه بها سوى هذه الوسيلة.
قبل التفكير في إنتقاد أي مسؤول يجب ان نبدأ بانتقاد ذواتنا وأن نضع أنفسنا مكان الشخص الاخر حتى يسهل علينا تخيل حجم العراقييل التي قد يواجهها في طريقه وإذا لم نستحي فلنبحث-عن إختصاصاته على الاقل ونتحقق من حجم الميزانية التي توضع رهن اشارته ثم يطلبون منه انفاقها على الملاعب والاسواق و نظافة المدينة وتسليك المجاري وتخليصها من الروائح الكريهة وحتى تشغيل العاطلين إذا بقي هناك فائض !!! .
بعض المثقفين بين قوسين لا يعرفون حتى مهام النائب البرلماني ورغم ذلك تجدهم يطالبون بمطالب لا نقول غير مشروعة وإنما يصعب تحقيقها في الوقت الراهن بسبب وجود العديد من الاكراهات و هذا راجع بالاساس الى قلة الموارد وشح الامكانيات والمسؤولية المشتركة وعدم تفاهم الاطراف المعنية على تفعييل بعض الاتفاقيات مثلما حدث مؤخرا بخصوص اعادة بناء المركز الصحي في بن طيب لذا على كل من يعتبر نفسه غيورا على المنطقة ان يتفضل باقتراح الحلول وأن يقدم برنامجا يشرح فيه تصوره للاوضاع والطريقة التي يراها مناسبة للتجاوز الازمة والرقي بهذه المدينة الى حال أفضل وياليته يكرمنا بنظرية من النظريات التي من شأنها أن تساعدنا على انشاء المعامل والمستشفيات والجامعات ومراكز الابحاث وتمكننا من الاستمتاع بملذات الحياة وركوب الفيراري واللحاق بدولة السويد ولما لاتجاوزها على سكة التقدم والرفاه أما التركيز على الاخفاقات مع التجاهل الكامل لجميع الانجازات التي تم تحقيقها فهذا يسمى -نفاق سياسي- .
من يثق في من يحاولون إخفاء اشعة الشمس بالغربال ويتغاضون عن أشياء ملموسة لغرض في نفس يعقوب ويستدرجون الشباب نحو الخوض في مسائل سياسة لا ناقة لهم فيها ولا جمل..؟؟؟
لا يجوز التبجح بحب القبيلة ما لم يتم الاعتراف بالتغيير الذي طال شوارعها وأحيائها وأزقتها نحن نعيش في أحضانها ونشهد على ما يحدث فيها من اصلاحات عكس من يفضل الفرار الى مدينة من المدن الكبرى حيث وفرة المرافق والخدمات والمدارس الخصوصية وطرامواي وماكندونالدز ويحكي لنا زبوره من حديقة خضراء أو من داخل خمارة أو من شرفة منزله الكائن بحي من الاحياء الراقية ، انتهى الكلام .
الان لكم الكلمة تفضلوا قولوا لي أنت وصولي،كذاب ،متملق،عبد،رخيص،تكتب بمقابل، لكن كونوا على يقين بأنني إنسان شريف، حر،مستقل لا أشخصن الامور وأكره الظلم وأحترم من يكبرني سنا ولا أنكر الانجازات الملموسة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر عن رأي ناظوربريس و إنما تعبر عن رأي صاحبها.