كنت واقفا فوق الرصيف فجاءت عندي إمرأة مسنة وطلبت مني أن أتبرع عليها ببعض الدراهم..قالت لي بأنها مهددة بالافراغ من مسكنها الذي تكتريه ب 1500 درهم للشهر لانها لا تملك المال لكي تسدد به تكالييف الكراء ثم أضافت بأن كبدها يتقطع على أحفادها الصغار الذين تركهم لها إبنها الذي يقبع حاليا في أحد السجون..مظهر المرأة يؤكد على أنها لا تحترف التسول وبأنها لم تلجأ لدق جيوب الناس الا بعد أن إضطرتها الظروف فهي ريفية أصيلية وخجولة فرضت عليها الحياة ما لا طاقة لها بها..لم أخوض معها في التفاصيل الشخصية بل أدخلت يدي في جيبي واستخرجت ما أستطيع من النقود ومنحتها أياها فانصرفت إلى حال سبيلها..في تلك اللحظة تذكرت واجب الدولة إزاء مواطنيها وعصرت عقلي للتعرف على اهم الامتيازات التي يحصل عليها هؤلاء مقابل أداء الضرائب فلم أعثر سوى على شوارع صلعاء وأزقة مثقوبة ومستشفيات المخزن!! وتعليم فاشل وفقراء يتقطعون لوحدهم لا تتذكرهم السلطات إلا حينما تود إعتقالهم !!..تذكرت أيضا وعود المترشحين الذين يعدون الناس بالقضاء على الحزقة والبطالة ويقسمون في الحملات الانتخابية بأنهم سوف يعملون على تحسين حياة المواطن في حال فوزهم و حينما يفوزون يحسنون إلى شيخاتهم فقط!! ..ثم تذكرت مقولة أحد الملحدين الذي جمعني به النقاش ذات يوم داخل الحي الجامعي حينما قال لي -بأن الله لا يتدخل في شؤون المخلوقات!!..وبأنه أهمل الكرة الارضية ومن عليها وبأنه عندما خلق العالم لم يكن يتوقع حدوث هذا التطور السريع..!!!- إنتهى كلام الملحد والعياذ بالله.. عندما إنتهيت من التفكير والتأمل بدأت أبصق على هذا العالم الشاذ وعلى هذه الدنيا السحاقية التي يتعذب فيها الشرفاء والعفيفات وتستمتع فيها الداودية حاملة -الصاك-!! ورونالدو -عشيقة- بدر هاري!! .. هذا العالم يستحق مني بصقة كل صباح وبصقتين كل مساء وأشياء كثيرة عند الفجر..-إبصقوا- عليه!!.