خميس بوتكمانت
يا رباه لقد اعتقلوا كل أصدقائي ، يا رباه إننا نحس بالإهانة و نشجب انتقائية المروحية التي لم تنصفنا لنكون جنب الابطال ، فنحن ايضا متهمين ، و بإمكاننا الاعتراف بجرائمنا دون تحقيق ، نعم لقد خرقنا قانون الصمت و صرخنا ، و ارتكبنا جريمة الحلم بوطن افضل ، و سقطنا في محظور التوق للخلاص من الظلم ، و نعترف أيضا اننا لم نكن سلميين ابدا فقد عنفنا الجبن بالهتاف و ضربنا الخنوع بالصراخ ، و استعملنا في مواجهات دامية مع الظلم سلاح الشعارات و الحناجر و قد تكون تسبب في خسائر كثيرة لمكبلي الوطن على مستوى الآذان ، نعم ، لقد تلقينا الدعم الخارجي و نقر بها علنا فكم من مرة هرعنا لوكالات تحويل الاموال لاخذ مبالغ لصرفها على مريض ملقى على سرير مصحة او لدفع ايجار اخوة طلبة يشدون الرحال مئات الكلمترات ليغتربوا خارج ريفهم لنيل شهادة ، جرائمنا متعددة و كل إثم من شأنه التطلع لنكون أناسا احرارا اقترفناه ،
نحن هنا رافعين رؤوسنا ننظر للسماء و نترقب سماع هدير المروحية لنلوح لها فيبدو ان ربانها لا يرانا و وجب علينا مساعدته ليلقي القبض علينا و أخذنا الى شركائنا في جرم حب هذا الريف ، نحن أقزاما هنا و مسخرة و نريد فقط تلك الهيلكوبتر لنلتحق بشركائنا في الحلم ، قد يكون ناصر الآن يسخر من زنزانته و يهمس في وجه السجان تالله و الله لن تركعونا ، غالبا سيكون سجّانه قزما يخجل من إلتقاء نظراته مع ناصر السلمية ، غالبا ما سيكون جلول رافعا رأسه بافتخار يزرع بنظراته الرعب في صدر حارس العنبر ، و يكون المجاوي مستلقي على ظهره راضيا على مجهوده ، و يكون أشرف يورع ابتسامات التحدي على جلاديه ، و الحنودي ينظر باستصغار في وجه حارسه الذي قد يتمنى ان يبتلعه قفل الزنزانة على ان يتحمل سوط نظرات لحبيب ، قد يكون احمجيق يئن على حزن والدته و مرضها و رغم ذلك يتمتم سهوا “شعب الريف قرر …” ، تكون سيليا قد هزمت جحافل المحققين الذي سخروا طائرة لتكبيل بلبلة كان على الوطن توشيحها بنياشين العز و الشرف بدل تصفيد يديها ، لكن للأسف الوطن الذي سيحضن هؤلاء الشرفاء هو الحلم ، و هو التهمة ، هو صك الاتهام ،
جميع اصدقائي رأفت بهم المروحية و أعلت بهم في السماء كنجوم ثاقبة و حلقوا على جناحها احرارا ، كأن السجان يدرك ان مكانهم ليس السجن الاكبر و كأنه ادرك انهم تُحف نادرة وجب حفظها كي لا يندثر الاحرار وسط هذا المهج البشع بالخارج ، و كأنه يريد ان تفقأ اعيننا ترقبا لنلتحق ببوعلي و الاصريحي و باقي الاحبة حتى تكتمل اركان حبنا لهذا الريف و نكون بذلك قد استطعنا الحج الى كعبة الاحرار عبر الهيلكوبتر ان أرادها لها المخزن مطية و سبيلا … نريد الهيلكوبتر الان و فورا فلا مكان لنا هناك و مكاننا في زنزانة الحرية مع الاحرار لا غير …