اليوم إكتمل يأسي..!!
قمت اليوم بجولة تفقدية في مدينة ابن طيب فأصبت بخيبة أمل ..تجولت في معظم الازقة محاولا استكشاف الذي تغير فلم أعثر على شيئ سوى السوق الذي تم بناؤه فبقي مغلق الابواب وقد اتخذت منه القطط المتسكعة مأوى لها أما السوق الحالي الذي يتسوق منه الساكنة والمعروف بسوق الاربعاء حيث تنعقد عملية البيع والشراء فهو عبارة عن مزبلة متسخة تتزاحم فيها الازبال مع البضائع..اتخذت وجهة أخرى لكي أستكشف الاوضاع وأثناء سيري في الطريق المؤدية الى -تازناجت-رأيت عمودا كهربائيا مائلا يكاد يتساقط من شدة الاهمال أما عمود اخر فلم يجد عباقرة التسيير الخشبي! من مكان يغرسونه فيه!!! سوى وسط الطريق المؤدية الى الثانوية ويشهد المسجد الكائن على مقربة من مسرح هذه الفضيحة على ما أقول..وبالنسبة للازقة -المزفتة-فانها لا تساوي شيأ أمام الازقة التي يطالها النسيان هذه الاخيرة حينما تعبرها ماشيا او راكبا في السيارة او ممتطيا دراجة نارية او البشكليط!!يضيق صدرك من كثرة الغبار الذي يتصاعد الى رئتيك..أما المستوصف البلدي تارة يفتح أبوابه وتارة يغلقها حسب أمزجة المشتغلين فيه والذين يعانون بدورهم من الاهمال و ضغط الدم ونقص الهرمون المسؤول عن الانسانية! ..حاولت أن أعثر على شيئ لكي أبرر به كسل المسؤولين هنا فلم أجد سوى علامات للتشوير تلفت إنتباه المارة الى عملية أشغال تجري على قدم وساق لطلاء ممر للراجلين في وسط المدينة وربما لطمر بعض الحفر!!..ولعل أول ما فكرت فيه وأنا أتجول في البلدية المهملة هي مقتطفات من فيلم الرسالة وتلك الاجواء التي كانت تطبع حضارة القرون الوسطى سواء من الناحية الاقتصادية والعمرانية من حيث العمران فان بن طيب لا تختلف عن القبائل البدوية الا من حيث كثرة المقاهي والتلاحم الحاصل بين التليبوتيكات ومحلات ترييش الدجاج أما من الناحية الاقتصادية فان النشاط التجاري الذي كان سائدا في ذلك الوقت هو الذي يسود اليوم في بن طيب ..غياب تام للعمل المقنن وتفشي واضح للرواج العشوائي ..البعض يشتغل حمالا والبعض يشتغل في النجارة و مجال البناء دون حقوق ولاضمانات بعيدا عن تدخل الدولة التي لا تتدخل إلا حينما تريد أن تصفيد جلول والزفزافي!..بلدية بن طيب هي مراة عاكسة للمغرب ككل..المغرب المقسم الى قسمين النافع وغير النافع وحتى النافع لم يعد ينفع سوى ذووي الكروش السمينة الذين يحتكرون كل شيئ ويفترسون اليابس والاخضر تاركين لنا خياريين لا ثالث لهما التفكير في الانتحار او الهروب الى أروبا أما الخيار الثالث فهو اعتقال كل من يفكرت في الدفاع عن حقوقه المشروعة ..المغرب في حاجة للذهاب الى قاعة الانعاش من أجل إنقاذ حياته ويجب ان يكون المشرفون على هذه العملية من خيرة الشرفاء الذين يحبون الوطن ولكي تتكلل العملية بنجاح لابد من طرد الجراثيم وبيضها..أما اذا بقي الحال على ماهو عليه ستمضي علينا قرون نتقهقر فيها الى الوراءا!!!!!!!