بقلم سمير أجناو
هناك من يخلطون بين أمرين متناقضين تماما-حرية-التعبير-و-التعدي على الاخرين-، فالاولى تعني إبداء الرأي دون النبش في خصوصيات الناس وامتهان كرامتهم أما التعدي على الاخرين والطعن في شرفهم فهي ليست حرية بل نوع من أنواع الجريمة التي يعاقب عليها القانون وترفضها الاخلاق .
استهداف الاشخاص لا علاقة له بحرية التعبير فالسب والقذف والتشهير كلها جرائم يمكن ان تؤدي بصاحبها الى السجن ،ولتجنب المشاكل يتحتم على نشطاء المواقع تحري الحيطة والحذر ومراجعة المنشورات قبل الاقدام على نشرها فلا يعذر احد بجهله للقانون.
لست مع متابعة الاشخاص بسبب ارائهم لكنني ضد تجاوز حدود حرية التعبير لان تجاوز هذه الحدود يعني الفتنة والفوضى والتقسيم القبلي وغيرها من المخاطر التي تهدد استقرار المجتمع .
إن كنا نريد التغيير علينا ان نبدأ باحترام القانون وتقبل الحقائق وتجنب النفاق والابتعاد عن المراوغات السياسية فالاصلاح لا يمكن ان يتحقق عن طريق التقية او بواسطة تبخييس عمل المسؤولين ومحاولة تجريدهم من مناصبهم قبل الاوان مثل هذه المحاولات الخسيسة لن تؤدي سوى الى تازيم الاوضاع ..
هناك مجموعة فايسبوكية أغرقتنا بشعارات التغيير لكن التغيير الذي تقصده هو الاطاحة بحزب الحركة الشعبية من المجلس البلدي في بن طيب لكي يحل محله حزب اخر النصائح التي يقدمها اصحاب هذه المجموعة تذكرني بمواعظ أحد العاطلين ركب معنا ذات مرة على متن الحافلة وقد ظل ينصحنا بتقوى الله والحفاظ على الصلاة وإتاء الزكاة وترك المنكرات ، من سوء الحظ ان احد الركبين معنا كان يعرفه كثيرا وتركه حتى انتهى من دروسه الاخلاقية فقام وفضحه شر فضيحة وذكره بايام الخمر والزنا والسرقة والتي لم يمضي عنها سوى اسبوع.
الدرس الذي استفدناه من هذا المقال هو أن ليس كل ما يلمع ذهبا فكم من -معارض-كان ينام على الاغاني الحماسية ويصحو على شعارات التغيير وحين تم انتخابه غير مواقفه وهناك من غير متاعه وهناك من غير زوجته ،ربما هناك من يريد ان يغيير وجهه اذا فاز في الانتخابات الجماعية والبرلمانية المقبلة..!!