شباب إبن طيب و جحيم البطالة- بقلم الطالب يوسف بروك

bt4 فبراير 2018آخر تحديث :
شباب إبن طيب و جحيم البطالة- بقلم الطالب يوسف بروك

 

هل سمعت عن النكتة المبكية والمضحكة في نفس الوقت المتداولة بكثافة اليوم: شاب في سن البطالة ليس في سن الزواج ولا في سن الورد ولا الزهر، بل في سن العجز وخيبة الأمل وانقطاع أسباب الفرح والسرور؟

هل سمعت عن طبيب يمد يديه للناس يوميا وعن مهندس تخرج من أكبر الجامعات ليعود إلى بلده ليفترش الطرقات بعدما انقطعت به السبل وضاقت عليه الأرض بما رحبت؟
إبن الطيب تلك المدينة الجريحة التي تعرف ركود و شبه جمود في النشاط الإقتصادي فالبطالة اليوم بهذه المدينة تعرف منحى أخر و توجه تلقي بشباب المنطقة إلى الهاوية و جحيم الفقر و المعاناة ..
ألم تسمع عن شاب قبل ايام معدودة انه اختار الإنتحار وأنهى حياته لأنه لم يجد لنفسه مكانا في مجتمعه فاختار أن يرحل عن الدنيا عله يجد دنيا أخرى أكثر رأفة به؟
وفي نفس الدنيا القاسية، اختار شاب آخر أن يلقي نفسه في اليمّ مخاطرا بنفسه عله يصل إلى مكان غير المكان الذي ألفه او يجد أرضا اخرى خصبة صالحة ليزرع فيها عله يحصد الثمار، فكم كانت أرضه الأولى قحطاء قاحلة تشرب الماء ولا تنبت الزرع.
يتساءل الشاب المثقل بالهموم والمتوجس خيفة عن تجربة الغربة التي قد تكون قاسية عليه ولكنها آخر الحلول الممكنة
اختار الغربة والهجرة عبر قوارب الموت ،حيث لا أهل سوى النفس والخواطر ولا مال سوى ما تجنيه، وهل كان هناك مال في أرضه الأم أو عمل حتى يبكيها.

يتساءل الشاب المثقل بالهموم والمتوجس خيفة عن تجربة الغربة التي قد تكون قاسية عليه ولكنها آخر الحلول الممكنة التي لم يبق أمامه سواها، رغم أنه كان يحلم أن يكمل حياته كلها في وطنه الذي لم يكن حنونا عليه.

في نفس الدنيا، القاسية شاب تغرب سنوات ويحمل أعلى الشهادات، يعمل في أحد المقاهي رغم إمكانياته وقدراته ومؤهلاته، فكان بالإمكان أن يستفيد منه بلده، ولكن هيهات، إنه مقبرة للمواهب يدفن كل كفء من الشباب أو يقذفه لليم أو يجبره على الانتحار.
فذلك مناضل إعتقل ظلما و عدونا سوى انه أراد لقمة عيش كريمة .. و ذلك معطل يعتمر المقاهي ليلا ليناضل نهارا دون أي تعب أليس
العمل كله شرف، ولكن أليس ظلما أن يعمل خريج أكبر الجامعات في قهوة بدراهم معدودة، أو كأجير يومي ليسد به حاجته ليوم واحد .. أي ظلم أكثر من هذا؟

لكن حاله ربما أفضل من ذالك الشاب الذي تخرج ولم يجد غير جماعة تدعي معرفتها بالدين وأنها ظل الله في الأرض والمخولة وحدها بالدفاع عن الدين فتكفر من تشاء وتقتل من تشاء، فقرر في لحظة غسيل مخ جنونية الالتحاق بها.
ربما ضحكوا عليه وغرروا به وربما انتقاما لنفسه من الوطن والمجتمع ونفسه، ربما هي طريقة انتحار حين لم يجد لنفسه عملا وأضاع سنين عمره الغالية بحثا عن تلك الشهادة التي كان يحلم أن تغير مجرى حياته وأن تجعل منه إنسانا آخر غير الإنسان الجاهل الذي يمد يده لأهله تارة وللناس تارات،لكن دنيا القرن الحادي والعشرين لها أحكامها ولها طريقتها في الحياة.
إذا أردنا حلا للقضاء على آفات الإرهاب والمخدرات واستعادة طاقة شبابنا فعلينا أولا القضاء على الفساد..
إذا كان هناك داء يهدد الشباب اليوم فإنه البطالة التي انتشرت بشكل مكثف. فإبن طيب أصبحت كالصحراء و كل من يريد الإستثمار أن يهاجر نحو أوروبا المغرب “طنجة” ويبقي شبابنا ما بين منتحرأو إرهابي أو تاجر مخدرات أو مشرد أو من تحول إلى متسول. وغير ذلك كثير مما يحز في نفوسنا ونفوسهم. والسبب الأول هو داء البطالة.
ربما يتساءل أحدهم: ما هو سبب البطالة الرئيسي؟
الجواب معروف ولا يخفى على أحد: الفساد الإداري والاستبداد .. فكيف يعقل ان تستولي السلطات على بضاعة الباعة المتجولين او مفترشين وما إلى ذلك .
إذا أردنا حلا للقضاء على آفات الإرهاب والمخدرات واستعادة طاقة شبابنا فعلينا أولا القضاء على الفساد حتى نقضي على البطالة
كان الله في عون شبابنا الريفي على ما ابتلاهم به.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة