يوسف بروك :
أكياس بلاستيكية، خضر و فواكه فاسدة، بقايا السمك… تلكم المدينة في اليومين الأخيرين قبل عيد الأضحى المبارك ، بعد أن تحول الشارع الرئيسي و بعض الأحياء المجاورة للشارع الرئيسي وكذا ساحة البلدية لمدينة إبن طيب إلى مكب مفتوح للنفايات. فلا شكايات المواطنين و لا تظلماتهم حالت دون تحول المدينة إلى مزبلة مفتوحة تنبعث منها روائح تزكم الأنوف و تدمي القلوب. فعلى مدى يومين تحول الشارع الرئيسي إلى سوق مفتوح لعرض شتى أنواع المأكولات من حلويات وتوابل وخضر وفواكه حيث يكثر الإقبال على الباعة المتجولون و المتاجر و السوق البلدي الأسبوعي و اليومي ،هذا الأخير الذي يعاني الويلاة منذ زمن ليس بقريب حيث نجد الغياب التام للتسير من طرف الجماعة و البلدية مما يجعل التجار يستغلون الملك العام و بعض الأماكن الحساسة كأبواب متاجر أخرى و أبواب المساجد في وسط المدينة ، فحتى ساحة البلدية لم تسلم من هذه الأفة ،مما يجعلنا نتساءل أي دور للمجلس البلدي من هذه المشاكل و ما دور السوق المركزي البلدي الذي إنتهت أشغاله ما يقارب السنة و لم تسلم المفاتيح للتجار و المهنيين ..و في غياب تام لأذنى شروط السلامة الصحية. و ما يزيد الطين بلة، أكوام الأزبال و البقايا التي يخلفها التجار كل ليلة، و التي تتراكم يوما بعد يوم لتتعفن و لتزيد المدينة تشوها و بؤسا. و أمام إصرار الجهات المسؤولة على تجاهل هذه المعضلة و نهجها سياسة الأذان الصماء، و أمام هذا الاستهتار بصحة و سلامة ساكنة المدينة و زوارها، يجد هؤلاء أنفسهم مجبرين على التعايش مع تلك الأزبال و التأقلم مع تلك الراوئح . فمع مرور الأيام قد يتحول مشهد أكوام النفايات في قلب المدينة إلى مشهد مألوف لن يثير إلا الوافدين الجدد على إبن طيب بعد أن أسلمت الساكنة أمرها لله و فقدت الأمل في مدينة نظيفة تليق بسمعة ساكنتها .