إن مما أخشى منه على الفقير هو أن يكون ممن سيتبوئون مقعدهم في النار يوم القيامة!! لان الفقير المنحوس إعتاد على العذاب في الدنيا ومن ثمة قد يطول عذابه حتى أبواب جهنم ولدي حديث ضعيف أعتمد عليه لاثبات صحة ما أقول وهو حديث يقال عنه بأنه مروي عن الرسول -صلعم- جاء فيه ما يلي-كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد أن يسبق القدر..- فهمت من هذا الحديث أن الفقير يميل الى الموبقات !!وهذا ما يؤكده الواقع في عصرنا الحالي فالذين يشهدون الزور غالبا ما يكونوا فقراء يشتريهم الاغنياء بمائة درهم والذين يبيعون أصواتهم الانتخابية هم أيضا فقراء.. -يبيعون ضمائرهم ليأكلوا البيصارة- والذين يتاجرون بمؤخرات أطفالهم هم فقراء ويفعلون ذلك للحصول على رزمة من الاموال يسددون بها ديونهم عند البقال.. والذين يبيعون أعراض بناتهم للخليجين هم من أبناء الطبقة الفقيرة ويشجعهم على ذلك رغبتهم الملحة في تسلق التراتبية الاجتماعية والذين يلحسون-الكابا والبوط-هم فقراء تدفهم الفاقة للتسابق نحو إرضاء الاثرياء ..والذين يعاكسون المظاهرات السلمية ويعترضون طريقها لسلخ المشاركين فيها هم أيضا فقراء يتم إستئجارهم بأثمنة رخيصة قد لا يقبضون منها شيأ والفقير أكبر حسود على وجه الارض لانه يحسد أخاه الفقير الذي ينافسه على الاستفادة من تبرعات المحسنين وأموال الزكاة!!!..وحينما يصلي الفقير قد تختلط له الدنيا مع العبادة وقد يسجدة سجدة أو سجدتين ينسى فيهما التواصل مع الله ويتفرغ للتفكير في الطريقة التي يتحصل بها على لقمة العيش وقد يصلي عشر ركعات في صلاة لا تتطلب سوى ركعتين لان هموم الحياة أضعفت تركيزه..ولازلت أتساءل لماذا تضرب الكوارث ولا تحصد سوى الفقراء..لماذا حينما تتساقط الامطار بغزارة وتسفر عن وقوع فيضانات تجرف الوديان أبناء الفقراء..لماذا حينما يظهر وباء من الاوبئة أو فيروس قاتل كفيروز أنفلونزا الطيور يبدأن بقتل الفقراء..أظن أن الفقر شر لابد منه!! فبدون فقر لايستطيع الغني أن يعيش وبدون استغلال لايمكن له أن يرفل في النعيم ويتبختر في الفيلات لان العالم الذي نحيا فيه ليس قرية صغيرة كما يقال لنا بل هو غابة للافتراس والضعيف هو من يدفع الثمن فهل تتدخل قوة خارقة لكي ترجح كفة العدل قبل أن يكفر الفقير فيعذب مرتين مرة في الدنيا ومرة في الاخرة..؟؟!!