جلست في غرفتي وحيدا وبدأت أبكي..بكيت على جلول الذي ضحى بحريته في سبيل الشعب..بكيت على الزفزافي الذي كان ينتظر ادخال اليعقوبي الى- الكراج -لكي يعوضه مسؤول شريف يضع مصلحة الوطن قبل مصلحته الشخصية! فكان العكس هو الذي حصل إذ تم إدخال الزفزافي الى الزنزانة الانفرادية ويعلم الله متى يخرج منها..بكيت على حميد المهداوي الذي ترك ورائه عائلته الصغيرة بعدما فضل طريق التضحية والان تعرفون أين يوجد..بكيت على ربيع الابلق الذي تتقطع أمعاؤه في عكاشة بالاضرابات عن الطعام لانه مجرم خطير كان يخطط للمطالبة بالمدرسة ومستشفى أمراض السرطان..بكيت على عمر بن جلون الذي قتله الظلاميون..بكيت على بن بركة الذي أغتالته القوى الامبريالية..بكيت على سعيدة لمنبهي التي استشهدت في عمر الزهور ..بكيت على زروال شهيد الفلسفة ..بكيت على جميع الشهداء والشرفاء الذين قدموا دمائهم الزكية من أجل وطن يتسع للجميع..بكيت على إلياس العماري من شدة الضحك لانه قدم إستقالته ثم عاد من النافذة!!..إن أحلى طريقة للانتقام من الفاسدين هي البكاء لان بكاء المظلوم يزلزل السماء! أما دعاءه فليس بينه وبين الله حجاب فلابد أن ينال الظالم جزائه ولابد للقيد أن ينكسر وحينما يبكي المظلوم يكون قد ذهب بعيدا في رحاب العدالة الالهية ليقبض حقه دون أن يكون في حاجة الى قاضي او محام بشري فالذي يحامي عليه ويبث في تظلماته هو الحي الذي لا يموت .. من بين أسباب البكاء هي الوجع والشعور بألم جسدي بعد تلقي ضربات السيمي والاشتياق الى شخص ما طال غيابه والاحساس بالغربة داخل الوطن والتأثر ببكاء شخص يكون معك في مسيرة ! لكن ما لا تعرفون عن البكاء هي فوائده فهو علاج للعديد من المشاكل الجسدية والنفسية على وجه الخصوص فمن خلال الدموع يستطيع الانسان إخراج جميع الشحتات السلبية الموجودة بداخله..ينظم البكاء معدل ضربات القلب وزيادة سرعتها، وبالتالي تنشيط الدورة الدمورية وزيادة تدفّقها في أنحاء الجسم..يوسع البكاء الرئتين وبالتالي تمرين عضلات الحجاب الحاجز والعضلات الصدرية، وتقويتها ودعم القضيب عن طريق تدفق الدم في الشريين..يخفف البكاء من حدة الحزن الذي يشعر به الإنسان..الشعور بالانتصار على الظالم لانك تتخيله لحظة البكاء عبارة عن شخص سادي ضعيف الشخصية أووحش جائع يبحث عن فريسة..هناك نوع أخر من البكاء هو بكاء التماسيح وقد إشتهر به بن كيران الذي كان يبكي في الحملات الانتخابية لكسب عواطف المحجبات! أما بكاء الفرحة فهو حكر على المطربين والشيخات فبمجرد ما يتم إختيارهم في برامج الرقص والغناء يبللون منادلهم بالماء المالح ومنهم من يخر ساجدا لله داخل الاستديو!!..أما بكائي أنا فهو من النوع النادر أتدرون لماذا لانني إستنشقت رائحة البصل فاغرورقت عيناي بالدموع فلم أجد من طريقة لتبرير هذا النزيف سوى التباكي على المناضلين!!..أيها الاغبياء متى كان التضامن مع الشرفاء يتم من داخل فراش دافئ وراء جهاز الحاسوب..!!! لا تفهمونني غلط