المحتجون الذين يخرجون اليوم في مدينة جرادة للاحتجاج على أوضاعهم الاقتصادية المتردية ويهددون بالانتحار في حالة ما إذا أقدم المخزن على اعتقال ناشط من نشطائهم يحتاجون الى علاج لدى طبيب مختص لانهم ينسون كثيرا ونظرا لاستفحال مرض النسيان في أدمغتهم يظنون أن الدولة ستضطر لتحقيق مطالبهم المستحيلة بمجرد ما يصرخون في الشوارع أو يصعد أحدهم فوق عمود من اعمدة الكهرباء ليهدد بالانتحار..اللهم اغفر لهم فانهم لا يعلمون..لا يعلمون أن خزينة الدولة لم يعد فيها ما يكفي من الاموال للاستثمار وبأن ميزانية البلد لا تكاد تكفي حتى لتسديد تنقلات الوزراء وفواتيير الشكلاط التي يوقعونها باسم حماتهم..لا يعلمون أن التهميش المسلط على رقابهم هو من إملاءات صندوق النقد الدولي الذي أغرقنا في الديون حينما كان بن كيران رئيسا للحكومة والذي كان لا يفرق بين الاقتراض وتجديد الوضوأ..إن من ينتظر من المخزن أن يحقق له مطالبه لا يختلف عن الظمأن الذي ينظر الى السراب ويظنه ماء ولكم في حراك الريف عبرة ياأولي الالباب..لو كان المخزن يخاف من الاحتجاجات لما عمد الى نهج خيار المقاربة الامنية في حق نشطاء الريف ولماكان ليقبض على الزفزافي عاريا وينقله في طائرة الهيليكوبتر رغم عبارات التحذير التي كانت منتشرة أنذاك والتي أتذكر منها عبارة-تقيسوه تندمو-..فاقد الشيئ لا يعطيه ذلك هو حال المخزن الذي يكشر اليوم عن أنيابه مضطرا لا بطل لانه لا يتوفر على ما يكفي من الدراهم ليخلق لكم الاستثمار ويرفع عنكم التهميش وليس لديه ما يخسره في مواجهتكم..إنه يرى الان رؤوسا قد أينعت في جرادة وحان قطافها وإنه لصاحبها.يا سكان جرادة تكمشوا وحذاري من الفتنة وحاولوا التأقلم مع الحزقة كما كان يفعل أجدادكم واعلموا أن عشرون درهما تكفي المواطن ليعيش كريما قالتها لكم -الحقاوي-..!!