ستيفن هوكينغ، اسم يعرفه العالم كفيزيائي فائق الشهرة، توفي الأربعاء تاركا خلفه العديد من الإسهامات التي سوف تظل محل نقاش في المستقبل خاصة وأنه تطرق إلى مسائل معقدة، مثل نشأة الكون والنهاية التي تنتظره.
شاءت الأقدار أن يولد في أوكسفورد بإنكلترا في الثامن من يناير 1942 في الذكرى الـ 300 لوفاة عالم الفلك الشهير غاليليو غاليلي، ومنذ 1974 عمل هوكينج على المزج بين أهم نظريتين في الفيزياء الحديثة: النسبية العامة لأينشتاين التي تتعلق بالجاذبية والظواهر واسعة النطاق، ونظرية الكم التي تركز على الجسيمات دون الذرية.
ونتيجة لهذا البحث طرح هوكينغ نموذجا للكون يستند إلى مفهومين للزمن: “الزمن الحقيقي” وهو الزمن الذي يشعر به البشر و”الزمن المتصور في نظرية الكم” وهو الزمن الذي ربما يكون العالم يتحرك على أساسه بالفعل.
الكتاب الأكثر شهرة لهوكينغ نشر في 1988 بعنوان “تاريخ موجز للزمن” بيعت منه حوالي 10 ملايين نسخة وظل على قائمة صحيفة “صنداي تايمز” لأفضل الكتب مبيعا لمدة لا تقل عن 237 أسبوعا.
هذا الكتاب حاول الإجابة على تساؤلات من قبيل كيفية نشأة الكون ومصيره.
وفي يوليو 2002 قال هوكينغ في محاضرة إنه على الرغم من سعيه لتفسير كل شيء فإنه ربما لا يمكن التوصل إلى “نظرية حتمية” تتكهن بشكل الكون في الماضي ولا في المستقبل.
لكن العالم البريطاني واصل السعي نحو إجابة هذه الأسئلة في كتاب “التصميم الكبير” الذي خرج للنور في 2010، وكتبه بالاشتراك مع الفيزيائي ليونارد مولودينو.
وقال هوكينغ في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” بعد نشر الكتاب إن العلم “يستطيع تفسير الكون دون الحاجة إلى خالق”.
لم يؤمن العالم البريطاني بوجود الجنة والحياة بعد الموت، ويعتبر أنهما “أسطورة لمن يخشون الظلام”، حسبما قال سابقا في مقابلة مع صحيفة الغارديان.
مخ الإنسان كما يراه هوكينغ مثل الكمبيوتر، سوف يتوقف عن العمل، عندما تتعطل مكوناته، وكذلك الإنسان عندما يموت.
“ماذا نفعل في حياتننا إذا”؟، أجاب هوكينغ على هذا السؤال في مقابلته مع الغارديان قائلا إن على الإنسان الاستفادة من وجوده في الحياة بتحقيق أقصى قيمة ممكنة لأفعاله.
حياة هوكينغ نموذج لذلك، فهو أصيب بمرض التصلب الضموري العضلي الجانبي عندما كان في الـ21 من عمره، وتوقع الأطباء ألا يعيش أكثر من عامين، لكن المرض تطور ببطء ليستمر هوكينغ في رحلة الحياة ويقدم العديد من الدراسات العلمية التي ترجمت إلى أكثر من 40 لغة حتى توفي عن عمر 76 عاما.
هوكينغ رغم كونه مواطنا بريطانيا إلا أنه حصل على “ميدالية الحرية الرئاسية” من الرئيس السابق باراك أوباما، تقديرا لإسهاماته العلمية، ونعاه الأخير الأربعاء قائلا: “استمتع بوقتك وسط النجوم”.
موقع الحرة