ياسر التجيني :
كل مسلمي العالم يعيشون حالة من الفرحة والبهجة و السرور لحلول عيد الأضحى فحتى الفقراء يوهمون أنفسهم ويتصنعون تلك البهجة ، أما الريف العظيم ، الريف الثائر ، الريف الذي لقن درسا لاسبانيا لن تنساه ما استمرت البشرية على هذا الكوكب ، ريف انتفاضة 58-59 و 84 الريف الجريح الذي طالما انتفض وثار ضد الفساد والحكرة ، الريف الذي يستحق عناية خاصة لأنه المنطقة الوحيدة التي استطاعت تدمير الجيش الاسباني و الذي دائما كان السباق لرفض الفساد والاستبداد فهو يعيش حاليا ومنذ أشهر وسط أحزان وجروح عميقة ، كيف نحتفل و نفرح و خيرة شباب ريفنا قابعين في سجون النظام المغربي الفاقد للشرعية .
حراك الريف حراك نابع من وجدان الشعب ، أتى بدون تحضيرات و لا استعدادات لأن الشعب الريفي قد تعب من التهميش الممنهج ضده ، و مل من سياسة الدولة في تجاهل هذه الأرض المقدسة ، و أعني ما أقول أرضنا مقدسة فالريف هو من ناضل و قاوم و حارب ، وقتل شبابه أيام الحرب ضد الاسبان وأيام طغيان النظام المغربي .
بدأ الحراك و رفعنا مطالبنا الاجتماعية الاقتصادية ، وبدأت الحكومة المغربية في اصدار البلاغات و نشر الاشاعات من أجل تغليط الرأي العام الوطني والعالمي خاصة عن طريق صحافتهم ” الصحافة الصفراء ” سواء الكتابية أو السمعية البصرية . فأصبح من هب ودب يكتب عن الريف .
لكن الريفيين بشبابه و شيوخه نسائه و رجاله وأيضا صغاره ، لم يأبهوا لمثل تلك الممارسات لأنهم يعرفون أن للمخزن عقدة مع الريف منذ سنين ، وخرجوا للشارع وناضلوا وصرخوا بأعلى الأصوات ، بدأت سياسة الاعتقالات والتهديدات و وصلت الى حد القتل فاستشهد من ريفنا شابين في مقتبل العمر ، ما أجج النضالات ، على غرار ما توقع اللا نظام .
أجيبوني كيف نحتفل وسط كل هذه الأحزان ، عيدنا يوم اطلاق سراح المعتقلين و ان تم اطلاق سراحهم دون قيد أو شرط لنظل حزينين على فقدان مناضلينا المستشهدين في سبيل الريف .
عاش الريف و لا عاش من خانه ـ.