ياسر التجيني
” فيقو “
أكتب لكم هذا محاولة مني إيقاض بعض الضمائر . مثلي مثل كل الشباب ، أحلم بمستقبل زاهر ، وإن سألتموني ، كيف هو هذا المستقبل ؟! لأجبت حرية ،كرامة ، عدالة اجتماعية . إن سمع الإنسان الأوروبي أن هذه أحلامي لبكى ضحكا وقال أن هذه حقوق وليست أحلام. لكن هذه أحلام كل المغاربة ما عدا طبعا الأغنياء والبورجوازيين . كيف أن تكون هذه أحلامهم وهم يشترون كل شيئ بأموالهم .. آه أقصد أموالنا ، أعتقد أن هناك من يقرأ سطوري ويضحك لأنه من تلك الطبقة الإستغلالية ويقول « حساد » ، نعم أحسدك . عند مرض والدتك بإمكانك إرسالها للعلاج بفرنسا ، وترسل إبنك لإتمام دراسته بأكسفورد ، وتقضي عطلتك بسويسرا ، و مدللتك الصغيرة عند طلبها منك شراء لعبة باهضة الثمن ~ بالنسبة لي طبعا ~ لا تبخل عليها بها . ماذا إن مرضت والدتي أنا؟!! بكل تأكيد سأتزجه لمستشفى حكومي أو بالأحرى ^ كوري حكومي ^ وسأنتظر الطبيب الذي ذهب لتناول وجبة الغذاء إن كان في الأصل موجود . سيعاين والدتي بوسط أقسم أن الدول المتقدمة لا تعالج فيه حيوانتها ، ويكتب لي بعض الأدوية لأشتريها . ومن أين لي بالنقود وأنا عاطل ؟ . وماذا إن كانت بحاجة لعملية مستعجلة؟ . لحظة لحظة .. علي تفقد أمر إبني الذي استيقظ على السابعة صباحا وتوجه في حافلة النقل المدرسي نحو مؤسسته التعليمية ، والذي دخل حجرة الدرس وجلس على مقاعد جديدة والجدران بأبهى حلة . وقد تابع درسا بعنوان الحرب العالمية فعلق الأستاذ خرائط تظهر الحدود الترابية للدول و تبين المشاركين في الحرب . مهلا .. لقد أخطأت فإنني كنت أتحدث عن المدارس الخصوصية التي يدرس فيها ابن فلان وعلان . أما المدارس العمومية أنتم أدرى بحالها وحال اطرها التربوية . ذلك الأستاذ يتقاضى بضع دراهم عليه أن يدفع بها ثمن الإيجار والطعام ، وإرسال مبلغ لوادته وإخوته وإن كان متزوجا فسيضيف مصاريف الأبناء . وإن كان أعزب لما فكر في الزواج وهو بهذه الحال . رغم كل هذا نجد غالبية الأطر التعليمية تبذل ما في وسعها وأكثر من جهدها من أجل أولئك التلاميذ . أخبرني ، بما ستحس عندما تطلب منك طفلتك لعبة بثمن 200 درهم ، وأنت لا تعلم إن كنت ستتناول عشاء الغد أم ستنام جائعا !! . أيها الشعب. إننا نستحق هذا ، نعم نستحق فنحن من رضينا بالفساد وركعنا للمفسدين ، نحن من قلنا القادم أفضل خداعا لأنفسنا ، كي لا نموت من القهر . اليوم عزمنا وخرجنا وناضلنا وقسمنا أن لا نبيع قضيتنا وأن لن نتراجع ، إما ننتصر أو نموت . واعلموا أن النظام يلعب الأن بكل أوراقه محاولا نسف الحراك باعتقالاته ، اختطفاته و تعنيفه للأحرار . كما يروج للكثير من المغالطات عبر إعلامه المتمخزن الفاسد . أفضل رد لنا على الدولة الفاسدة هو الإتحاد و الخروج للميدان والنضال من أجل حقوقنا . أجبني .. هل أنت موافق على هذا التفقير والتهميش وبصفة عامة على هذه السياسة ؟ سيجيب بنعم فقط البورجوازيين خوفا منهم على مصالحهم مع كبار فساد الدولة وسيقول نعم أيضا أصحاب « 200 درهم خود الراية فيد والسيف فيد » ، نعم إنهم البلطجية والعياشة عليهم لعنة الشعب . هيا أيها الأحرار والحرائر بصوت واحد نقول لا للحكرة ، لا للفساد ، لا للتهميش ، نعم للحرية ، نعم للكرامة والعدالة الاجتماعية ، نعم لمحاكمة كل من نهب أموالنا . لا أتحدث عن ذلك المحاسب الذي سرق يوما كي يوفر رغيفا لأبنائه . بل يجب محاكمة من سرق المليارات ، وأرسلها لبنما وسويسرا. الذي لم ينتهي من إصلاح الصالون و الكوزينة والذي بلع 22 مليار وأيضا ونعم لتوزيع ثروات البلاد ، وأخذ حقنا من الفوسفاط و ما يجود به أعالي البحار …. كانت هذه رسالتي لكل المغاربة من أجل السير على خطى الريف والاتحاد لتحقيق النصر . عاش الريف ولا عاش من خانه.