ياسر التيجني يكتب : تزاوج المال بالسلطة

admin23 أبريل 2017آخر تحديث :
ياسر التيجني يكتب : تزاوج المال بالسلطة




إن العلاقات التي تنظم المجتمعات الإنسانية كثيرة و تختلف من مجتمع لأخر و من كيان لآخر، و لعل من أبرز تلك العلاقات الإجتماعية نجد الزواج وهو اختيار شريك قصد بناء أسرة تكون نواة مجتمع الغد .
هذه العلاقة تحدد مصير مجتمعات في سيرورتها الثقافية و المعرفية.
ومنطقيا يجب أن تجمع بين ذلك الثنائي علاقة حب متبادلة واقتناع بالاخر ، ولضمان نجاح هذه العلاقة يجب أن لا يكون هنالك أي تدخل في مسألة اختيار الشريك أو سيرورة العيش الخاصة بهما ، سواء تدخل أسري أو عقائدي ،…
الكارثة هي عندما يتخلل الزواج مصالح لطرف معين فبذلك يصبح ذاك الزواج فاقدا لأحاسيس الود و المحبة و يغلب عليه طابع الطمع والمصلحة ، فكثيرا ما نرى شابا بمقتبل العمر يربط حياته بامرأة تكبره بأزيد من ثلاثين سنة لا لشيء الا لطمعه
بثروتها و أيضا هنالك فتيات يتوجن شبابا لا تجمع بينهم أي أحاسيس فقط من أجل الحصول على جنسية بلد معين مثلا .
المال أو الثروة ربما يكون هدا طموح غالبنا ان لم نقل كلنا ، فمن منا لا يسعى لتحقيق الثروة ليعيش الرفاهية .
عند ذكرنا للمال غالبا ما نربطه برجال أو نساء الأعمال وذلك صائب بالفعل ، لكنكم أدرى بالتلاعبات التي يقومون بها انهم يحلمون و هم في يقظة بسخط و غضب السلطة عليهم وذلك عن طريق اغراقهم بالضرائب و هو ما سيتسبب في انخفاض ثروتهم أو الافلاس أو السجن
لهذا غالبا ما نجد رجل الأعمال يبحث عمن يحميه
ولا يشترط أن يكون ذلك الظهر أو السند من أصحاب المال بل من اللازم أن يكون من صانعي القرار أي صاحب السلطة .
أما صانعي القرار فليسوا أفضل حالا من البورجوازيين فذلك الوزير ، السفير ، … ( السلطة )
. دائما ما يرعبهم تغيير المناصب و بالتالي ستنقلب حياتهم رأس على عقب لأن ذاك المسؤول لن يملك نفوذا و ليس من أصحاب الثروة لينعم
نفس الحياة التي كان عليها ، و بالتالي فهو أيضا يبحث عن طرف أخر من الطبقةالبورجوازية ليتحد معه ويلجأ اليه بعد ضنك الزمان عنه .
و الحل الذي يراود كل منهم هو تكوين علاقة عائلية بين هذين الطرفين فيخطط الأب البورجوازي تزويج ابنته بابن صاحب السلطة و يقرر صانع القرار تزويج ولي عهده بابنة لذوي المال .
ويتم ذلك في غالب الأحيان بشكل تعسفي و تدخل لا انساني في حياة المعنيين بالأمر و بعد انتهاء مصلحة المال بالسلطة و السلطة بالمال ينفجر غل الزوجين و تتحطم تلك العلاقة لانها بالاساس فاقدة للود و العاطفة
بالتالي نشاهد ضياع أسرة بأكملها بسبب طمع المال و هوس السلطة
ياسر التجيني




اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة