ناظوربريس:
في خطوة تعكس وعيا جماعيا متزايدا بخطورة الأوضاع الأمنية، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة تحت وسم #أوقفوا_الكريساج_والسرقة_بإقليم_الدريوش دعوا من خلالها السلطات الأمنية إلى اتخاذ تدابير صارمة ومستعجلة للحد من تفشي ظاهرة الكريساج والسرقة التي باتت تقض مضجع الساكنة في عدد من مناطق إقليم الدريوش.
الهاشتاغ، الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصة فيسبوك، تضمن منشورات صادمة ومقاطع مصورة توثق لحظات مرعبة لعمليات اعتراض السبيل في الطريق بين بن طيب والدريوش، وسرقة محلات تجارية خصوصا في الأحياء الشعبية والمناطق شبه الحضرية، ما زاد من تعاطف المتابعين وتعزيز المطالبات باتخاذ إجراءات عاجلة.
ووسط هذا الزخم الرقمي، برز شعار زيرو كريساج كمطلب مجتمعي لا يقبل التأجيل، حيث اعتبره العديد من النشطاء دعوة صريحة لتجفيف منابع الجريمة ومحاسبة المتورطين في هذه الأفعال التي باتت تهدد سلامة وأمن المواطنين.
وفي ذات السياق، ما يزيد من تعقيد الظاهرة، حسب متابعين محليين، هو الارتباط الوثيق بين تنامي الكريساج وانتشار استهلاك وترويج المخدرات القوية، وعلى رأسها الكوكايين، في صفوف بعض الشباب المنحرفين. إذ تشير شهادات ميدانية إلى أن كثيرا من المعتدين يلجؤون إلى السرقة بالعنف لتأمين جرعاتهم اليومية من المخدرات، في ظل غياب بدائل اقتصادية واحتواء اجتماعي فعال، ما يكشف عن بعد بنيوي في تغول الجريمة.
ويحمل العديد من النشطاء والجمعويين جزءا كبيرا من المسؤولية إلى تقاعس وتقصير بعض الأجهزة الأمنية في التصدي لهذه الظاهرة في مهدها، خصوصا في ما يتعلق بملاحقة مروجي المخدرات وتفكيك الشبكات المحلية التي تزود هؤلاء المنحرفين بالمواد المخدرة، مما ساهم في تحويل بعض الأحياء إلى بؤر خطيرة خارجة عن السيطرة.