بقلم أيوب الشارف
من المسلم به، أن الحصول على شهادة البكالوريا هدف وغاية كل تلميذ(ة)، فهي تمنح صاحبها إمكانية ولوج سوق العمل ومتابعة دراسته بالجامعات والمعاهد. وفي زمننا هذا، والذي يعتبر العلم فيه مقود العالم، أصبح الأغلبية يسعون إلى متابعة دراستهم خاصة في ظل الأوضاع الهشة التي تعيشها بعض المجتمعات، إذ أصبح العلم سلاحهم الوحيد، وحتى من تركوها يوماً عادوا ودقوا أبواب التعليم من جديد (باك حر).
وإن الحصول على شهادة البكالوريا ليس بالأمر بالسهل وفي نفس الوقت ليس بالمستحيل، لكن يحق لنا أن نصرّح أن السنة الثانية من سلك البكالوريا بمثابة الجحيم لبعض التلاميذ خاصة الذين لم يتمكنوا من الحصول على نقطة جيدة في السنة الأولى من سلك البكالوريا. وما يزيد من هذا الجحيم هو مقررات المواد الدراسية وعدم ملاءمتها لتطلعات التلميذ(ة)، ومشاكل أخرى متعلقة بكيفية التدريس وكميته، وكذلك الضغط التي يتعرض له التلميذ(ة) سواء من طرف الأسرة أو المجتمع أو الإعلام، فضلاً عن غياب الدعم والمواكبة…إلخ
وإننا لا نحمل المسؤولية لغير التلميذ(ة) فقط، فتلميذ(ة) البكالوريا ليس كأي تلميذ(ة) فهو مطالب بأن تتوفر فيه شروط وضوابط، إذ أننا اليوم أصبحنا نعيش على وقع فضائح لم يعرفها التاريخ البشري أبدأ، فأصبحنا نجد تلاميذ لا يتقنون حتى اللغة العربية أما باقي اللغات حدّث بلا حرج، ولا يستطيعون حل العمليات الحسابية، بل والأكثر من هذا، أننا أصبحنا نرى تلميذ (ة) يدرس في البكالوريا وأخلاقه منحطة وسيئة…
وفي ظل ما يشهده التعليم المغربي من تطوارت وتغيرات عدة، فإنني أرجو في قادم السنوات أن يتم إجبار التلميذ(ة) المقبل على سلك البكالوريا على اجتياز امتحان شامل لما دراسه في السنوات الماضية للتأكد من مدى استحقاقه الإلتحاق بسلك البكالوريا.
ومن الحكايات التي تحكي عن البكالوريا هي أن شخصية ما كان اسمها “لوريا” قد اجتاز امتحان فرسب فيه فبكى “لوريا” بكاء شديداً ومنذ ذاك اليوم سمي ذاك الإمتحان ب “بكالوريا”.
وفي الختام، فإني أدعو الجميع إلى الاجتهاد والاجتهاد والاجتهاد، ونبذ كل الوسائل غير القانونية والشرعية أثناء اجتياز الامتحان كي لا نسمع يوماً ما عن امتحان “بكى فلان” أو “بكت فلانة”.