بقلم سمير أجناو.
هل ستمر الانتخابات المقبلة وسط أجواء حرة ونزيهة هذا ما نتمناه صراحة ،فقد مللنا اخبار الخروقات التي تحدث هنا وهناك أبطالها سماسرة الانتخابات الذين يتاجرون باصوات البشر، قد يستخدمون جميع الطرق للاستمالة الناخبين بما في ذلك القفف والخرفان فما يهمهم من الانتخابات الجماعية والبرلمانية هو فوز المرشح الذي كلفهم بتنفيذ المهمة ولتذهب الديمقراطية الى الجحيم ،تصرفات هؤلاء السماسرة أخطر بكثير من المتحور الهندي فاذا كان هذا المتحور سهل التشخيص ويمكن التعافي منه بعد تناول الادوية والفيتامينات والخضوع للعزل داخل المستشفى أو البيت فان فيروس الرشوة يصعب اكتشافه لانه عديم الاعراض وينتقل بسرعة ويساهم في تدمير مناعة المجتمع وهذا يؤدي حتما الى الفساد والتخلف والركود الاقتصادي وغيرها من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية عفانا الله وإياكم،لكي يتم القضاء على هذا الفيروس علينا ان نقوم بفضح هؤلاء السماسرةوان نعرف بجرائمهم دون ان ننسى تحسيس الناخبين بخطورة بيع الاصوات مع تذكيرهم بان من يبيع ضميره مقابل المال يشبه العاهرة التي تقوم بكراء جسدها لكل من هب ودب..
الاروبيون واليابانيون والصينين لا يبيعون ضمائرهم ولا يقبضون الدراهم مقابل التصويت للفاسدين فالثقافة الواسعة التي تحظى بها هذه الشعوب تجعلها في مأمن من الرشوة عكس الشعوب المتخلفة التي لا تفقه شيأ في السياسة ولا ترى ابعد من ارنبة أنفها وتقدم المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن فهي مستعدة للمغامرة بمصيرها مقابل مبلغ زهيد أما بعض الاحزاب فقد فشلت فشلا ذريعا في مسارها السياسي فهي لم تستطيع القيام بواجبها الذي يحتم عليها تنزيل البرامج التنموية والوقوف الى جانب المواطنين لا سيما في اوقات الشدة فخلال فترة الحجر مثلا لم يسجل لها اي حضور بالعكس فقد كانت سباقة الى الالتزام بالبقاء في المنازل ليس هذا فحسب فاذا عدنا بذاكرتنا الى يوميات-الحراك-نجد أن حضور قادة الاحزاب أقرب الى المستحيل فهم لم يتقدموا ولو بمبادرة معقولة لتجاوز تلك الازمة عدا بعض الحلول الترقيعية التي لاتغني ولاتسمن من جوع.
وجود الاحزاب السياسية هو شرط من شروط الديمقراطية فاذا غابت الاحزاب يستحيل حصول التغيير لكن التغيير الذي أقصده يختلف تماما عن التغيير السطحي التي تطالب به إحدى المجموعات الفايسبوكية التي يشرف على تسييرها بعض المبتدئين في لعبة المعارضة والذين يربطون تقدم المغرب بزول المجلس البلدي!!،لو سئلتهم عن سبب الثورة السورية لقالوا لك المجلس البلدي،لو قلت لهم من اين جاءت كرونا لقالوا لك من المجلس البلدي،تقول ليهم السلام يقولو لك المجلس البلدي!!!!..
الاحزاب القوية هي التي تملك زمام المبادرة وتمثل الشعب أمام المؤسسات أما الاحزاب الضعيفة فانها تنشغل بالعزف على الوترة الحساسة فأيهما نختار؟؟..هذا ما سوف يجيب عنه المغاربة حين يسمح الوقت بذلك.