ناظوربريس
شهد المستشفى الإقليمي، مساء اليوم، حادثا مؤسفا يسلط الضوء مجددا على واقع الإهمال وسوء التدبير داخل مرفق يفترض فيه أن يكون ملاذا لإنقاذ الأرواح. فقد نقل طفل في العاشرة من عمره، بعد ابتلاعه لقطعة نقدية معدنية من فئة 5 دراهم، إلى قسم المستعجلات على وجه السرعة، حيث أكدت الفحوصات خطورة حالته، مما استدعى توجيهه نحو المستشفى الجامعي على وجه الاستعجال، مع توصية طبية بنقله عبر سيارة إسعاف مجهزة بالأوكسجين.
غير أن المأساة بدأت بعد قرار الإحالة، حيث قضت أسرة الطفل ومرافقوه أكثر من ساعتين في انتظار تجهيز سيارة الإسعاف. الحراس هم من اضطلعوا بمهمة تجهيز العبوة الخاصة بالأوكسجين والبحث عن بطارية جهاز المراقبة “السكوب”، بعد أن نفدت طاقته، في غياب تام لتقنيي الإسعاف المفترضين. وازدادت فصول العبث حين توقفت سيارة الإسعاف لأزيد من 15 دقيقة بغرض تعبئة البنزين، وكأنها لم تكن مهيأة لمهمة طارئة بهذا الحجم.
الواقعة أثارت موجة استياء كبيرة وسط المواطنين الذين عاينوا المشهد، وطرحت تساؤلات جدية حول من يتحمل مسؤولية الإشراف على تجهيز سيارات الإسعاف ومراقبة جاهزيتها. كيف يعقل أن تركن سيارة الإسعاف طوال اليوم قرب سكن خاص دون تفقد الأجهزة أو التزود بالوقود؟ ومن يتحمل تبعات هذا التأخير الذي كاد يكلف حياة طفل بريء؟
المواطنون يطالبون بفتح تحقيق عاجل في الحادث، ومساءلة كل من تهاون في أداء واجبه داخل هذا المرفق الحيوي، مع التأكيد على ضرورة إعادة النظر في طريقة تسيير المستشفى الإقليمي وضمان شروط السلامة والتدخل السريع لجميع الحالات الطارئة.













