لفت الفنان والكوميدي طارق الشامي، إعجاب جمهور الليلة الختامية من النسخة الثالثة لمهرجان الشرق للضحك، المنظمة بالناظور من 19 إلى 21 غشت الجاري، من خلال عرض فكاهي قارب فيه مواضيع وقضايا آنية في قالب هزلي مثير للسخرية، الهدف منه طرق أبواب المؤسسات القائمة على تدبير الشؤون العامة لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان.
مشكل النفايات المنتشرة بمدينة الناظور، و تضخم العوامل المغذية للشك والوسواس في المخيال الجماعي للمواطن و المبالغة في وصف الأساطير المستوحاة من الخيال وتوظيفها في تنشئة الأجيال، هي مواضيع اختارها طارق الشامي صانعا منها “عرضا فكاهيا” توفق في تقديمه بشكل احترافي بالرغم من غيابه عن الركح لأزيد من عشر سنوات متتالية بعدما كان في بداية الألفية واحدا من ضمن أبرز المواهب الكوميدية المجتهدة في مجال المسرح الجماعي والفردي.
فبالإضافة إلى أسلوبه الهزلي بعث الشامي من خلال عرضه “تريبل روشارج” رسائل مشفرة لمن يهمهم الأمر لتقويم الأخطاء ومعالجة الإشكالات المجتمعية العالقة، بعدما تحولت مدينة الناظور إلى فضاء تنتشر فيه مختلف الظواهر السلبية بنسبة مضاعفة جدا عن تلك الموجودة في المجتمعات الأخرى.
ويفتتح الشامي عرضه، باستقبال مكالمة هاتفية من صديق له ينحدر من الدارالبيضاء، يدعوه فيها إلى تناول وجبة الغذاء بعدما تجول به هاتفيا بين المرافق الثقافية والاقتصادية و المساحات الخضراء، ليحاول العارض رد الجميل بنفس الطريقة واجدا نفسه أمام أطنان الأزبال التي طالب من صديقه تخطيها للوصول إلى منزله بالناظور.
و أشاد جمهور مهرجان الضحك بالمجهود المبذول من لدن المذكور رغم قصر مدة الإعداد وغياب عوامل التكوين والتأطير المستمر، إذ أنه اخذ على عاتقه هم التعريف بمشاكل يعيشها المواطنون يوميا بالناظور والمناطق المجاورة، وصنع منها عرضا يحاكي الواقع ولا يتحمل الهروب منه، رافضا صناعة الفرجة من القضايا والمواضيع المبتكرة والمستهلكة.
فبالرغم من بساطة النص، إلا أن جوانب الاثارة التي أضفاها التشخيص الناجح للشامي أثبتت أن فن المسرح لا زال يسري في دماء هذا الأخير ولم يفقد منه شيئا وإن غاب عن الساحة لسنين طويلة. فالعرض كان بمثابة عين تنقل مشاكل المدينة وتبرزها أمام العلن لإثارة انتباه من يهمهم الأمر، وهذه هي نقطة القوة التي حمست الجمهور ودفعته إلى التفاعل مع فقرات “الشو” طيلة مدة عرضه.
إلى ذلك، فقد أعرب الشامي عن شكره لكل الذين تحملوا عبء التنقل إلى القاعة لمتابعة عرضه “تريبل روشارج”، كاتبا على صفحته بعبارات موجهة للجمهور و تعكس شخصيته المتواضعة ’’أٌقبل التراب الذي تدوسه قدميكم‘‘.
ناظورسيتي