أشكر الزميل زكريا بوعبد السلام على المجهود الذي بذله في الربورتاج المخصص لتسليط الضوأ على ظاهرة الانتحار لكنني أعاتبه في الان ذاته لانه أخطأ في إختيار الضيوف ففي الوقت الذي كان من المفروض على الصديق زكريا أن يستضيف طبيبا متخصصا في الامراض العقلية والنفسية وأن يأتي بمريض له سوابق مع الاكتئاب وإيذاء الذات ليحكي عن تجربته الشخصية ويشرح لنا الاسباب التي كانت وراء مرضه والدافع الذي يدفعه لمغادرة الحياة لانه بمعرفة الاسباب يمكن لنا إتخاذ العديد من التدابيير الوقائية والاحترازية لمحاصرة هذه الظاهرة المخيفة -فان الاخ بوعبدسلام فضل أن يستضيف أستاد الفلسفة الذي بدأ يتفلسف علينا بأسئلته العميقة التي لا يفهما إلا الضالعين في – المستوى الضعيف-!! كقوله-من الصعب أن نقارب ظاهرة الانتحار وأن نفككها تفكيكا وحيدا!!!!-بالله عليكم ماذا يستفيد المصاب بالاكتئاب أو الشخص الذي يفكر في قتل نفسه من هذه العبارة-المريضة- ..الاستاد العبقري بدد حيزا كبيرا من عمر الفيديو وهو يؤكد على أن ظاهرة الانتحار هي ظاهرة عالمية غير مرتبطة بمنطقة من المناطق ولايدري بان تقارير منظمة الصحة العالمية تشير الى أن أعلى نسبة للانتحار تسجل في البلدان المنخفظة والمتوسطة الدخل وقد وصلت هذه النسبة سنة 2015الى ما يزيد عن 78 في المائة في البلدان المذكورة..شخصيا لم أستفيد من كلام الاستاد أي شيئ يذكر فكيف يستفيد منه الانسان اليائس الذي لا يفكر إلا في المشنقة !! ولا أعرف ما العلاقة التي تجمع بين مناقشة الانتحار وبين هذه الجملة البلهاء-نحن ننتحر يوميا-فهل بمثل هذه الجمل نقنع اليائسيين بالعدول عن الموت أو نعيد بها هرمون -السيروتونين-الى مخ كل مريض بمرض الاكتئاب الملعون الذي يعتبر مسؤولا عن معظم حالات الانتحار؟؟!!..أما الضيف الثاني الاستاد علال أوديع فقد فضل أن يتكلم عن تحريم الاسلام للانتحار وكأن المسلم الذي يقرر وضع حدا لحياته لا يعرف هذا الخبر!! والايات التي تؤكد صحة التحريم مثل الاية الكريمة-ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما-وبما أن فضيلة الشيخ يحاول معالجة هذه الظاهرة انطلاقا من مرجعيته الاسلامية ومن خلال موقف الرسول-ص- الذي كان يرفض الصلاة على المنتحرين فهل يكمل خيره ويشرح لنا الاحاديث و الروايات التي تتحدث عن محاولة إنتحار الرسول-ص- عندما أراد أن يلقي بنفسه من قمة الجبل بعد وفاة ورقة بن نوفل و توقف الوحي لمدة حولين كاملين وياحبذا لو يسرد لنا الوصفة الاسلامية التي تعالج الاكتئاب وتشفي اليائسين من مرض التفكير في الانتحار عوض أن يضيع الوقت في وصف المنتحر وتحديد صفاته هل هو فاسق أم ضال أم مؤمن أم كافر!! ا ..يا أخي الانتحار ظاهرة عالمية تنتشر بكثرة في المجتمعات الضعيفة نتيجة الامراض النفسية-الاكتئاب-و انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة لذا فان التخويف الديني للمنتحرين من عواقب قتل أنفسهم يبقى بلا جدوى لان اليائس يرى الموت كخلاص من الحياة وقد تصل به درجة الاشتياق الى العدم حد التلذذ بقتل نفسه واية محاولة لانقاذه تبقى مثل منع رجل من إتمام عملية القذف أو حرمانه من لذة الاستمتاع بالذروة الجنسية..هذا كلام العلماء وليس كلامي أنا..إن التخويف الاسلامي لا يعالج الاضطرابات العقلية والسلوكية كما أنه لا ينقذ المنتحرين من طاحونة الانتحار ولا ينتشل الميلين من عالم المثلية الجنسية ولا يخفف على المصابين بالوسواس والسكيزوفرينيا شيأ من معاناتهم..التخويف الديني هو تخويف من اجل التخويف والتحليل الفلسفي هو تحليل بدون جدوى خصوصا إذا كان قائما على العبارات المزخرفة -فارغة المضمون-والتي تصعب من عملية التواصل مع الافراد والجماعات مثل تحليل الاستاد المذكور الذي كاد يأتي بالنظرية الرابعة!!..الانتحار له أسباب كثيرة لكن هناك الكثير من الطرق للوقاية منه .. في المقال المقبل سأتحدث عنها بالتفصيل الممل الى ذلكم الحين استودعكم الله الذي تضيع ودائعه..