بقلم “أيوب الشارف
“تسلل الوباء إلى التراب الوطني للمملكة المغربية، ومعه اتخذت كافة التدابير الاستعدادات لمواجهة الوباء. فأغلقت مساجد ومدارس ومطارات وأعلن عن حالة الطوارئ الصحية… دوار اهرويا بدوره وصلته عدوى الوباء، فعاد طالب العلم والباحث عن رزقه لمنزله والتحق الغريب بأرضه. والمنفي بأرض أدرك أن اهرويا مكان رائع لقضاء فترة الحجر الصحي، فعاد مسرعا.
أغلقا مسجدا اهرويا واستمر رفع الاذان بهما، وأغلقت المدرسة واستمر التعليم عن بعد عند بعضهم وإن لم يكن على شبكات التواصل، وأغلق ملعب القرب.
من كان ينقب عن قوت يومه ومن كان يمضي أيامه هنا باهرويا، فلم تتغير الحياة كثيرا عنده فما زال يستقيظ باكرا ويمضي بين أرضه وغنمه ويجلب الماء من العين…
انخفض عدد السيارات المارة من هنا، وأصبحت تعد على رأس الأصابع، ومنع الخروج والدخول من وإلى دوار اهرويا إلا برخص تنقل استثنائية.
سيارات على متنها مواد غذائية وما قد يحتاجه الإنسان من ضروريات أصبحت تتنقل يوميا إلى هنا.
وأسر استفدت من الصندوق المحدث بأمر ملكي لمواجهة تداعيات الوباء، وأخرى ما تزال تنتظر.
قيم التضامن والتآزر تجسدت هنا باهرويا قولا وفعلا منذ بداية الجائحة، مبادرات ومساعدات غذائية ومالية من محسنين ومحسنات من المقمين هنا والمقمين بالديار الأوربية شملت دوار اهرويا واستفدت منها عدة أسر سواء القاطنة هنا أو تلك التي رحلت إلى مناطق مجاورة.
تضامن وتآزر أكد وباليقين، أن الجسد قد يرحل عن موطنه لسبب ما لكن القلب يظل بأصله متعلقا.
الوباء ولله الحمد لم يصل إلى دوار اهرويا، لكن رغم ذاك حرص دائم من طرف الساكنة على امتثال أوامر السلطات والابتعاد عن التجمعات ما أمكن وغيرها من التدابير الاحترازية لمواجهة الوباء.
الحياة هنا بدوار اهرويا في زمن الجائحة تبدو أفضل بكثير عن حياة الأيام العادية، وإن كان هناك تخوف من استمرار الوباء لأسباب عدة. خاصة، أن استمراره يحول دون تسويق منتجات فلاحية (التين، التين الشوكي، اللوز….) على الطريق هنا باهرويا خاصة في فصل الصيف، بسبب غياب الجالية المغربية المقيمة بالخارج و إمكانية تراجع السياحة الداخلية وما خلفه الوباء من تراجع للقدرة الشرائية”.
*اهرويا دوار بجماعة امهاجر إقليم الدريوش.
